
في مثل هذا اليوم قبل سنتين – مطلع يونيو/ حزيران – أقدم 1 بردائها الأبيض وهي منهمكة في إنقاذ الجرحى على تخوم قطاع غزة.
أي تهديد شكّلته شابة نحيلة على أعتى جيش في الشرق الأوسط؟
تطوّعت المُسعِفة رزان النجار (21 عاماً) لإنقاذ المتظاهرين الذين يُطلِق جنود الاحتلال الرصاص الحي عليهم، ثم باشر قناصة جيش الاحتلال اصطيادها برصاصهم القاتل من مسافة بعيدة، وهي منهمكمة في إسعاف الجرحى. تخضّب رداء الإسعاف الأبيض باللون الأحمر، ولفظت رزان أنفاسها الأخيرة بعد أن استهدفها الرصاص في الصدر.
دفعت رزان النجار حياتها لأجل تضميد جراح شعبها، فخرجت الجماهير الغفيرة لتشييعها في مشهد جاشت فيه المشاعر وذُرِفت فيه الدموع، واصطفت سيارات الإسعاف في مسيرة رمزية مهيبة لشهيدة العمل الإنساني. ستبقى رزان اليوم أيقونة فلسطينية ستُلهِم الأجيال. وستبقى في وعي شعبها وأمتها وضمائر العالم شاهدة وشهيدة.