أخباراراءاهم الاخباررأي رئيسي
أولادنا.. و نظرتهم للمال (1)

رأى الفضيل بن عياض رحمه الله ولده يبيع في السوق و يمسح كفة الميزان بطرف ثوبه!!
فسأله : لماذا تفعل هذا ؟؟؟
فقال : حتى لا أزن للناس غبار الطريق فآخذ حقهم و أطفف في الميزان!!!
فبكى فضيل وقال : إن عملك هذا يا بني عندي أفضل من حجتين و عشرين عمرة!!
علاقتنا بالمال … و بحقوق الناس نحن المسؤولون عنها أمام الله ، هذه العلاقة هي ثمرة حرث و بذر وغرس وسقيّ و عناية…. حتى نكبر و الورع و الزهد فيما في أيدي الناس و القناعة و الرضا بالقليل دون أن تمتد أيديهم إلى الحرام.
الطفل الصغير يرمق والده و والدته كيف يتعاملان مع المال، وهل المال غاية في حياتهم تبرر أي وسيلة للحصول عليه؟؟؟ أم هو وسيلة لإبتغاء مرضاة الله و لابد أن نصل له بالحلال و لا ننفقه الإ بالحلال…
هو نهج النعمان بن ثابت رضي الله عنه والد أبي حنيفة النعمان، حين سأل عنه وهو رضيع فقالت أمه : أخذته جارية جارتنا لترضعه، فغضب و قال : ويحك أترضعينه من لبن جارية لا تدرين أتطعم حلالا أم حراما؟؟ و أتى به فوضع سبابته في فمه حتى قاء اللبن… و كان أبو حنيفة يتلعثم في الحديث فيقول : هذا مما بقي من اللبن في جوفي!!!
ورع في كلّ ما يدخل الجوف… و ما يدخل الجيب و ما يحمل للبيت و ما يفرش في الموائد… الحلال الحلال..
بل كان حال الصالحين يربّون أبناءهم على التورع في الحلال و الزهد فيه، مخافة السقوط في الحرام، سرقت شاة في بغداد فسأل الإمام أحمد بن حنبل : كم تعيش الشاة عندكم قالوا : حولين، فإمتنع عن أكل لحم الشياه حولين مخافة الوقوع في لحم الشاة المسروقة.
إنها منظومة حياة كاملة لابد أن نعيش مع أولادنا فيها ، حرثها وغرسها و سقيها حلال، فتنبت من الحلال و تعيش في الحلال، و تجعل بينها و بين الحرام برزخا فلا تقربه و لا تتأول له، بل تترك المباح الكثير إذا إختلط بشيء من حرام .
اللهم إغننا و ذريتنا بحلالك عن حرامك و أكفنا بفضلك عمّن سواك.
سليم بن عمارة
….يتبع